اِنفتاح البوابة بيننا و بينهم٠


اِنـفـتـاح الـبـوابـة
في عصر يوم من أيام أغسطس/آب عام ،1887 خرج طفلان يمسك كل منهما بيد الآخر من أحد الكهوف في المنطقة الصخرية القريبة من قرية بانجوس الإسبانية واتجها إلى حقل ينشغل فيه الفلاحون بالحصاد، خرج الطفلان من الكهف، يسيطر عليهما الخوف، ويتكلمان بلهجة غير معروفة، ويرتديان ملابس من مادة غير طبيعية.. وكان لون جلدهما أخضر٠

رغم أن الواقعة بدت غريبة، لا تجد لها تفسيرا، فقد اعتبرها رجال البحث الروحي ذات دلالة مهمة على وجود ما يسمونه بعالم البعد الرابع، أو العالم الموازي في وجوده لعالمنا المادي، والذي يصاحبنا جنبا إلى جنب دون أن ندركه أو نشعر به.. وقال بعضهم إن 
هذين الطفلين قد سقطا خطأ من ذلك العالم الضبابي بطريقة غير معروفة إلى عالمنا
وأصحاب هذا الرأي يقولون إن الطفلين سقطا من خلال دوامة فضائية من ذلك العالم إلى عالمنا كما يسقط الشخص من ثغرة في الجليد الذي يشكل سطح أحد الأنهار، ثم لا يستطيع أن يعثر على الثغرة التي سقط منها، ولم يستطيعا العودة ثانية٠
ولكن بين كل النظريات التي طرحت لتفسير ظاهرة الطفلين الأخضرين، كانت هذه النظرية الوحيدة التي يمكن أن تحتمل المناقشة٠
كان الحصادون يستريحون بعد الغداء، عندما ظهر الثنائي الغريب أمام مدخل الكهف الذي في الجبل، كان يبدو عليهما الارتباك الشديد، يبكيان بحرقة، ولون بشرتهما أخضر داكن، أسرع الفلاحون نحوهما، لا يصدقون أعينهم، فبدأ الطفلان في الهرب وتزايد خوفهما، وجرت مطاردة انتهت بالإمساك بهما واقتيادهما إلى القرية، وتوجهوا بهما إلى منزل ريكاردو دي كالنو القاضي وأكبر ملاك الأرض في القرية، بينما احتشد أهل القرية حول نوافذ البيت ينظرون إلى الطفلين، عندما كان دي كالنو يحاول أن يتحدث إليهما٠
أمسك يد الفتاة ودعكها جيدا، فبقي اللون على حاله، وانفلتت الطفلة مبتعدة وهي تبكي خوفا، وضع أمامهما الطعام، لكنهما لم يأكلا منه٠

  ورد في أحد التقارير عن هذه الواقعة <<ذات يوم، جاء الفلاحون من الحقل إلى البيت ببعض نبات الفاصوليا منتزعا بسيقانه، وما أن رأى الطفلان النبات حتى اندفعا نحوه وأقبلا عليه في نهم.. لكنهما لم يكونا يفتحان قرون الفاصوليا لأكل الحبوب، بل انصب اهتمامهما على السيقان بحثا عن الثمار داخل هذه السيقان.. وعندما لم يجدا شيئا في السيقان عادا إلى البكاء، فتولى البعض فتح قرون الفاصوليا وتقديم الحب إليهما فأكلا منه بشراهة وسعادة شديدة، ومنذ ذلك الوقت لم يقبلا أي صنف من الطعام سوى هذه الحبوب>>٠


واصلت الفتاة نموها، وأصبحت تعمل كخادمة في منزل دي كالنو.. أما لون بشرتها الأخضر الداكن تحول إلى أخضر حائل، مما جعل وجودها في القرية أقل إثارة للفضول، بعد عدة أشهر بدأت الفتاة تستوعب بعض الكلمات الأساسية، وهكذا أصبح في إمكانها أن تلقي بعض الضوء على الألغاز التي أحاطت بمجيئها٠

لكن أقوالها في هذا المجال، أضافت ألغازا جديدة إلى الألغاز القديمة، قالت إنها جاءت من أرض لا تشرق عليها الشمس.. مضاءة بنور الغسق الدائم.. وإن كانت أشارت إلى ما سمته أرض النور التي كانوا يشاهدونها من مكانهم، ويفصلها عنهم نهر عريض جداً٠

أما عن كيفية الوصول إلى أرضنا، فكل ما ذكرته عن ذلك أنه <<كانت هناك ضوضاء هائلة.. واندفعنا نلحق بالروح، فوجدنا أنفسنا في ذلك الحقل>>٠

كان هذا هو كل ما ذكرته الطفلة، أو في الأغلب كل ما تعرفه، وعاشت خمس سنوات في منزل دي كالنو قبل أن تموت هي الأخرى وتدفن إلى جوار أخيها٠

حكاية غريبة.. هل هي مجرد أسطورة فولكورية قديمة؟.. أم خدعة وقصة مختلقة؟.. الثابت كما تقول الدوائر العلمية المتخصصة في هذا الشأن أن المستندات المتعلقة بهذه الواقعة مازالت موجودة، تحمل شهادة الذين عاصروها٠
وتعددت التفسيرات.. البعض يقول إن الطفلين قدما من كوكب المريخ، الكوكب البارد.. كما يذهب البعض إلى القول بأنهما قدما من باطن الأرض مم يفسر قولها بأنها جاءت من أرض لا تشرق عليها الشمس وأن هذا هو السبب في لونهما الأخضر الداكن.. ومع هذا كله بقيت حكاية الطفلين الأخضرين لغزا ينتظر الحل٠