تجارب واقعية: ذو العينان المتوهجتان٠

تجارب واقعية: ذو العينان المتوهجتان

بدأت تفاصيل قصتي الغريبة عام 1990 ، كنت آنذاك بعمر 10 سنوات وجرت العادة أن أنام بجوار جدتي في فناء منزلنا لكنني كنت ألاحظ دائماً كل ليلة وبعد إطفاء الأنوار وبينما استلقي على السرير استعداداً للنوم أن نور البهو (الهول ) مازال مضاء من خلال واجهته الزجاجية علماً أنني أكون متاكدة من قيامي باطفائه بنفسي فأنهض من فراشي و افتح باب الهول مرة أخرى لأتفاجأ بظلام دامس وبنور مطفأ !،  وقد كنت افعل ذلك عدة مرات قبل نومي حتى أن أخوتي يتساءلون عن فعلي المتكرر وكنت أتعجب مما يحصل معي خصوصاً أن جدتي وإخوتي لا يلاحظون النور القادم من زجاج الهول و ينامون في هدوء ، وأضيف أيضاً أن جميع أخوتي أصغر مني سناً و كانوا يخافون من الظلام ، أي لا يجرؤ أحداً منهم على إضاءة الانوار ولو على سبيل المزاح ، كذلك لايعقل أن يكررها سواء أبي أو أمي  كل ليلة ! ، حينها لم أكترث للأمر فطننته خداع بصر بالرغم من تكراره شبه اليومي٠


بعد مضي عام كامل على ذلك استيقظت في منتصف ليلة شتوية باردة حيث كنت انام في الغرفة مع اختي وكان سريري تحت النافذة مباشرة فهوى فجأة قلبي بين قدمي من شدة الخوف عندما رأيت أحداً ينظر إلي من خلف زجاج نافذة الغرفة وكان زجاجاً شفاف جداً لأنه جديد في ذلك الوقت ، لكن لم أتبين ملامح هذا الشيء بالتفصيل ، بدا لي رأسه وكتفيه وكان يبدو شاباً ، ظننت للوهلة الاولى أنه لص ولكن ما هالني وكاد يقتلني خوفاً هو ان نور فناء منزلنا كان مضاء ومفتاح النور يوجد داخل الغرفة التي ننام فيها أنا واختي ، وانا بنفسي قمت بإغلاقه قبل النوم وأختي اصغر مني وأقصر قامة من أن تصل إلى مفتاح النور وحتى لو أرادت ذلك كانت لتوقظني ، تجمدت في سريري ولم أتمكن من الصراخ وأنا افكر في نفسي : " إذا كان الرجل الواقف خلف النافذة لصاً فلماذا لم يحاول كسر النافذة أو الهرب لدى رؤيتي له ؟ ! ومن قام بفتح النور والمفتاح بالداخل ؟ ! "،  استمر ذلك لدقائق معدودة وهو يقف أمامي ثم اختفى فجأة كأنه تبخر ولم أجرؤ على الإقتراب من مفتاح النور حتى الصباح وفي الصباح أخبرت أبواي بذلك فلم يجدوا أي أثر لسرقة ولا أي شئ غريب ولهذا لم يصدقوني٠

وبعد مضي عدة ليالي على هذه الحادثة استيقظت في منتصف الليل لأرى نور الفناء مضاء أيضاً ولكن النافذة كانت مفتوحة هذه الليلة فالجو كان دافئاً وفي هذه المرة كدت أموت من الخوف أيضاً لدى رؤيتي لرجل غريب بدا لي يرتدي جلباب ووجهه يقابل الحائط الذي يفصلنا عن الجيران والمخيف في الأمر أنه لم يحاول الهرب من خلال القفز من الحائط بل وقف برهة ثم رفع يده اليسرى والدم يسيل منها حتى ان بعض القطرات وقعت على الحائط ثم اختفى فجأة كأنه تبخر ، تسمرت في سريري من الخوف حتى جاء الصباح وقد رأيت آثار الدماء واضحة على الحائط٠

بعد ذلك اختفت هذه الحوادث الغريبة رغم أنني لم أجد تفسيراً لها ،  وانشغلت بدراستي حتى اجتزت امتحان الشهادة الثانوية بتفوق باهر والتحقت بكلية الطب بجامعة مرموقة في بلدي وقبل استئناف الدراسة في الجامعة بشهور قليلة بدأ الجحيم الحقيقي ففي إحدى الليلي من عام 1999 وتحديداً في أواخر شهر مايو كنت أسهر مع اخوتي الذين كانوا يلهون بألعاب الكومبيوتر و في منتصف الليل ذهبت إلى غرفتي لإحضار بعض الحاجيات فدخلت إلى الغرفة التي كانت مظلمة ففوجئت برؤية عينين متوهجتان في الظلام عند منتصف الحائط وهو في نفس الموضع الذي أنام فيه، وظننت في بادئ الأمر انهما إنعكاس ضوء من خارج الغرفة فتقدمت إلى الأمام وأمعنت النظر فتجمد الدم في عروقي فقد كانتا عينان حقيقيتان لمخلوق مخيف صحيح له هيئة بشرية إلا أن ملامحه مفزعة فصرخت وجريت خارج الغرفة وأنا اتمتم ببعض الآيات القرانية وعندما طلبت من أخي أن يدخل الغرفة لم يجد أي شيء ولم أشأ أن اخبره حتى لا يسخر مني
وتكررت مشاهدتي لذلك المخلوق المخيف كثيراً داخل المنزل فكنت أراه في المطبخ وفي الحمام وحتى في البهو وفي غرفة نومي والغريب أنه لا يظهر في منتصف المكان بل يظهر على الحائط فقط وكأنه مطبوع عليه ويقتصر ظهوره علي فقط و في بعض الاحيان يكون قريب جداً من أحد أفراد أسرتي دون أن يشعروا به أو يروه وكنت أراه يتحرك في بعض الأحيان ولكن كل ذلك في الليل فقط ويختفي في النهار مما جعلني أكره دخول المغرب فهو بمثابة حكم الاعدام لي وكنت لا أنام الليل من شدة الخوف وكنت اسمع صوت ابواب منزلنا تفتح وتقفل بقوة وعنف كل ليلة فأصبحت أعلم أن اهلي لا يسمعون ما أسمع ، وقل نومي كثيراً والأوقات التي انام فيها ارى كوابيس مفزعة وفي كثير من الليالي أسمع صوت همهمة اناس يتحدثون وعندما أرهف السمع تختفي الأصوات تماماً ومن شدة خوفي لا أجرؤ على الحديث مع أي من أفراد  أسرتي او زميلاتي في الجامعة كلي لا يتهموني بالجنون اوالسخرية٠

وسرت على هذا المنوال عدة أسابيع إلى أن وجدت كتاباً عن طريق الصدفة مع أحد الباعة المتجولين بعنوان  " قاهر الاسحار والتصدي للسحرة الاشرار " ،  فوجدت فيه طرق كثيرة لمعالجة العين والسحر والمس وآيات التحصين والرقية الشرعية وبعض الادعية المأثورة فبدأت أقرأ فيه بانتظام وأصبحت أقرأ القرآن صباح مساء وأصلي الصلوات في أوقاتها بانتظام حتى اختفى هذا المخلوق ذو العينين واختفت الكوابيس فعشت حياتي بصورة طبيعية والحمد لله بالرغم من اني لم اصل لاي تفسير لما حصل معي٠

ترويها ليلى (32 سنة) - السودان


ملاحظة
 نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعه٠