تعرف الأمواج ما تحت السمعية
Infrasonic على أنها أمواج ذات ترددات منخفضة لا تسمعها الأذن البشرية و
تقع تحت المجال السمعي للشخص البالغ أي أقل من 20 هرتز ويمكن أن تنخفض إلى
حدود 0.001 هرتز ومن المعروف أن المجال السمعي لدى الإنسان يتراوح بين 20
إلى 20 ألف هرتز.
وشهد حقل البحث العلمي القيام بعدة
دراسات حول تأثيرات هذه الأمواج على الجسم البشري وحول حول إعتبارها إحدى
الأسباب المحتملة في تصور الأحداث الخارقة أو الماورائية مثل مشاهدة الأشباح ومداهمة الأحاسيس الغريبة في الاماكن التي توصف بأنها "مسكونة٠ "
الشبح في الآلة
أوضح بحث قام به (فيك تاندي) المحاضر في جامعة كونفينتري البريطانية أن
تردد 19 هرتز مسؤول عن مشاهدات لأشباح، يقول تاندي أنه كان يعمل لوقت
متأخرمن الليل، وفي إحدى الليالي وبينما كان وحيداً في المختبر في منطقة
وارويك (Warwick) شعربقلق شديد وإكتشف وجود فقاعة رمادية أمام عينيه وعندما
إستدار ليراها لم يجد شيئاً٠
وفي اليوم التالي كان يعمل على سيف مبارزة الخاص به والذي كان مقبضه مثبتاً
على حامل ورغم أن السيف لم يلمسه شيء إلا أن نصل السيف بدأ يهتز بشدة
وأظهرت تحقيقات أخرى قام بها جعلته يكتشف أن مروحة التهوية في المختبر
تنبعث منها ترددات قدرت بـ 18.98هيرتز وهي قريبة جداُ من تردد العين البالغ
18 هيرتز بحسب التقرير التقني لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) 19770013810
وهذا تفسيررؤية (تاندي) للشبح المزعوم، وهو فعلياً وهم بصري تسببت به
ترددات مقلة العين، إذ كان عرض الغرفة يساوي نصف الطول الموجي للموجة تحت
السمعية بالضبط، وكان المكتب في وسطها وهذا تسبب موجات دائمة ظهر تأثيرها
على شكل اهتزاز نصل السيف٠
وتحقق (تاندي) من هذه الظاهرة إضافة إلى أنه كتب ورقة بحثية بعنوان (الشبح في الآلة ) وتضمنت عدداً من التحقيقات، في أماكن عديدة توصف على أنها " أماكن مسكونة " ومنها قبو مبنى مكتب المعلومات السياحية الواقع إلى جانب قصر إدمبرا الكاتدرائي في منطقة كونفينتري٠
تجربة حول تأثير الأمواج ما تحت السمعية في الخوارق
بهدف معرفة تأثير الامواج ما تحت السمعية في صنع الخوارق أجرت رابطة ساوث
ويست لصائدي الأشباح SGHA تجربة متعددة المراحل تسير وفق معايير البحث
العلمي، وكان هدف المرحلة الاولى للإختبارهو إيجاد بيئة متعادلة (غير معروف
عنها بأنها "مسكونة" ) ومن ثم مراقبة الأدوات المستخدمة بغية ضمان عدم
وجود أي تداخل لترددات منخفضة غريبة في الإختبار، أما هدف المرحلة الثانية
تضمن إشتراك 10 أشخاص في تحدي ( العمى الفردي) حيث يتم إخبارهم بأن
المكان "مسكون" ، وإشتراك 10 آخرين لم يتم إخبارهم بشيء عن المكان (إذا كان
مسكونأ أم لا) ( التحديات الغافلة )، حيث أظهرت الدراسة دليلاً قوياً أن
الأمواج ما تحت السمعية قد تكون مسؤولة عن التجارب الخارقة المبلغ عنها٠
وأظهرت التجربة أن الإنخفاض في ترددات الأمواج ما تحت السمعية ينجم عنه
تأثيرات عصبية، وهذا يفسرعدة تجارب شاهد فيها بعض الأشخاص أماكن مسكونة
وتحديداً شعورين هما : الإحساس بمشاهدة شيء ما (شبح) والإحساس بحظور أحد ما
ويقدم هذا الإختبار في بيئة وظروف مراقبة من خلال إستخدام عينتين من مولدات
الأصوات بتردد 19 هرتز وآخر بمزيج بين تردد 3 و9 هرتز وشغلت كلاهما بشكل
سرّي وبنظام صوت عالي الجودة ووضعتا في الغرفة المجاورة ونفذت الدراسة على مرحلتين هما كالتالي٠
مرحلة 1
نفذ الاختبار في منطقة مراقبة بيئياً، وإختير المبنى بسبب اجوائه (قديم
ومخيف) ما اكدته الدراسة بشكل رئيسي ان تقييم آثار الأمواج ما تحت السمعية،
حيث تم إستخدام عداد الصوت (A.732A) لضمان مستويات مناسبة من الصوت في
موقع الإختبار، تم إختبار مواضيع الدراسة بينما يجلس المتطوعون على كرسي
قائم بوضع مريح وسط غرفة معتمة مع سماعات موجِّهة لهم من الغرفة المجاورة،
ودام تعرضهم للأمواج مدة 45 دقيقة في كل مواجهة
مرحلة 2
كان هذا التحدي (العمى الفردي) متضمناً 20 متطوعاً، تم إخبارهم انهم
إختيروا لتجربة تقيس التركيز في حالة التأمل، وعليهم أن يركزوا على الملصق
على الجدار أمامهم، وخلال عملية المقابلة أعلموا 10 من المتطوعين بإن
المكان يفترض أنه "مسكون" في حين لم يتم إعلام العشرة الآخرين بذلك٠
النتائج
من بين 20 متطوعاً أظهر17 رد فعل إيجابي لنغمة الـ 19 هيرتز في حين أن 13
منهم أظهروا ردوداً إيجابية تجاه تردد الـ 3 و9 هرتز، وكانت العلامات
والأعراض الناتجة هي " الخوف والعصبية، ومشاعر الحزن والاشمئزاز" ، وجميع
ردود الأفعال كانت عصبية٠
- فكان الميل إلى مشاهدة شيء ما (شبح ) يقع في تردد 19 هرتز
- والميل إلى الإحساس بحضور أحد ما يقع في تردد 3 و 9 هرتز
مقارنات البيانات
تباينت وجهات نظرة المتطوعين حول منشأ الظواهر باستثناء 2 منهم والذين قيل
لهم بأن موقع التجربة كان مسكوناً حيث أشاروا إلى أن للأمر صلة بالأشباح،
هذا يدل إلى أن هناك حاجة لتزويد الشخص بمعلومات إضافية (مثل قصة شبح)
لربط تأثير تصوره مع الظواهر الخارقة٠
تأثيرات الأمواج ما تحت السمعية في الجسم البشري
تلامس الأمواج تحت السمعية سطح الأرض وهي تنتقل لمسافات طويلة دون أن تضعف
قوتها، وتؤثر سلبياً على الجسم البشري حتى بشدة ضئيلة منها وقد تتطلب
أعراضها عدة ساعات أو حتى أيام لظهورها.
ومع تقدم التكنولوجيا طورالإنسان العديد من وسائل النقل مثل :المحركات،
السيارات، القطارات، الدراجات النارية، والطائرات، وهي مصادر لإنتاج
الأمواج ما تحت سمعية، فخلال تجربة على طائرة نقل، أمكن قياس إنخفاض في
قدرة على النظر والكلام ، الذكاء، التوجيه، الإتزان، والقدرة على التمييز
الدقيق للأوضاع وإتخاذ القرار الصحيح، فأشار"جون كودي" إلى أن الطيارين
يتعرضون لخطر الترددات ما تحت السمعية٠
وبحسب المكان، فإن تأثير الأمواج ما تحت السمعية قد يتسبب بضغط نفسي ، خوف، عدم القدرة على التوجية، وأعراضاً سلبية جسدية وعقلية٠
ولوحظ أن لهذه الأمواج تأثيرات تختلف بحسب تردداتها وغالباُ ما تلاحظ
جسدياً لكن بمستويات منخفضة من الإهتزازت التي ربما لا يستشعر بها ومع هذا
فإنها هذه التأثيرات تدوم لفترات ليست بقليلة٠
وتعطل هذه الامواج الأداء الطبيعي للأذن الداخلية والوسطى ، وقد تؤدي إلى
الشعور بالغثيان، وعدم الإتزان الجسدي، وضعف في التوازن وحتى الشلل، وعدم
القدرة على التوجيه، وقد يؤدي التعرض لجرعات خفيفة منها إلى حدوث المرض عند
بعض الأشخاص.
ويبدو تأثيرها واضحاً في بعض الظروف الطبيعية مثل هبوب الرياح بقوة
واصطدامها بالمداخن أو الأبراج، ومن المؤكد أن الكثير من الناس قد مر بمثل
هذه التجارب ولو لمرة أو أكثر في حياتهم، حيث يمكن لهذه الأمواج أن تتسلل
حتى عبر الجدران السميكة جداً كما تهدر في الممرات النفقيّة الشكل ، كما
تصدرعن المباني الأنابيب الطويلة كالتي توجد في الكنائس والكاتدرائيات
بناء على دراسة أجريت في في المملكة المتحدة، وقد تبث ترددات الأصوات
العالية (Bass) شعوراً غريباً في قاعة الحفل الموسيقي ، فهي تؤدي إلى :
"شعورٍ بالحزن الشديد، البرودة، القلق، وحتى الشعور برعشة أسفل العمود
الفقري" ، بحسب مصدر كتبه جوناثان أموس في 3/9/2003 بعنوان : أجهزة
موسيقية تبث مشاعر دينية٠ ".
وتحوي بعض أنواع السيارات على أجهزة مدوّية تعمل بكبسة زر وتولد هذه
الأجهزة ضغطاً كبيراً موسعاً وضجيجاً منخفض التردد، وعندما يستخدم "الزر
البارز" (Burp Button) فإنه ينشّط مجموعة ترددات الصوت العالي (Bass)، حبث
تصبح جميع مكبرات الطاقة عن طريق السماعات الخارجية لمكبرات الصوت الفرعية
بترددات أقل من عدد معين من الهيرتزات وعندئذ يحدث إنخفاض كبير في
الترددات، وتتحول الأمواج إلى ما تحت سمعية٠.
كذلك تحس وتسمع إنفجاراً مزعجاُ قد حدث ، وهذا قد يفسر لماذا يفضل بعض
الناس المكبرات الصوتية المدوّية في مركباتهم أو في بيوتهم، وأن هذا لا
يعود لكونها " محببة ومعروفة "، فهذه الحالة مثلما أصبحنا نحن والمجتمع
نعتقد بها ، ونحاول جميعاً منع مثل هذه الأصوات الصادرة من السيارات عندما
تكون إلى جانبنا عندما نتوقف عند الإشارة الضوئية ، فنغلق الشباك لمنع هذا
الصوت لكن هذا لا يجدي نفعاً لأنك تبقى تشعر بالإهتزازات وهذا يزعجنا
كثيراً٠
وقد تنبعث الأمواج ما تحت السمعية أيضاً في مستويات معتدلة ، فالتأثيرات
تكون خفيفة عند التعرض البسيط لمثل هذه الأمواج إذ يمكن له أن يمنح المرء
شعوراً بالإنتعاش يدوم لساعاتٍ عدّة، وقد يشعر الشخص بالبهجة وتتسارع ضربات
القلب عن معدلها في الجسم ويزيد ضغط الدم، ويخرج هرمون الإندورفين المماثل
في الإستجابة لهرمون الأدرينالين (مسؤول عن تجهيز الجسم للعراك أو الهرب)
، فالشعور بآثار الأمواج العالية أو المنخفضة الشدة قد يؤدي إلى الإدمان
ولو جزئياُ بسبب خروج هرمون الإندورفين من الجسم٠
ومن المثير للإهتمام أن الفنانين في (والت ديزني) وبمحض الصدفة إختبروا
الأمواج ما تحت السمعية ففي إحدى المرات إنخفض صوت الشخصيات الكرتونية من
60 دورة في الثانية إلى 12 دورة في الثانية عبر آلة التحرير الخاصة
بالأشرطة وتضخّم خلال النظام المسرح مما أدى إلى تسبب النغمة الصوتية
الناتجة خلال فترة وجيزة إلى إحساس الجمهور الحاضر بالغثيان في المسرح
واستمرت معهم هذه الحالة لعدة أيام، فعند مستوى مئة دورة في الثانية (هرتز)
يستثار الشخص ويصاب بـ "غثيان منخفض، دوار،إحمرار في الجلد، شعور بالوخز
في الجسم" ، من ثم يشعر الشخص بأعراض أخرى مثل " الدوخة، التعب الشديد، ضغط
في الحنجرة، إختلال وظيفي في الجهاز التنفسي ، بحسب مصدر " الأسلحة
السمعية " لـ (فلاديمير غافري و جيري فاسيليتوس).
ويدرس أخصائيّو العلاج الطبيعي آثار الأمواج ما تحت السمعية على الجسم
البشري ، وأظهرت النتائج من خلال الذين شاركوا بتجاربهم الشخصية أنهم
إشتكوا من التعب وضغطٍ في العينين والأذنين، ولم يذكر أحد أمراً عن الهلوسة
أو الأشباح ، وأظهرت نتائج أكثر من خلال تجارب كشفت ما يلي٠
في ملخص دراسة " سميّة الأمواج ما تحت السمعيّة " في نوفمبر 2001،عندما
تعرض متطوعون ذكورلإنبعاث أمواج ما تحت سمعية جرى توليدها صنعياً بين 5 إلى
10 هيرتز ولمستويات تتراوح بين 100 و135 ديسبل لمدة 15 دقيقة فإنهم
شعروا بأعراض عديدة منها : التعب الشديد، الفتور، الكآبة، ضغط في
الأذنين،عدم التركيز، نعاس، وإهتزازات في الأعضاء الداخلية، مضافاً لهذا،
فقد وجدت آثار في الجهاز العصبي المركزي، وجهاز القلب والأوعية الدموية،
والجهاز التنفسي، وتعزز تزامن الظاهرة أيضاً في النصف الأيسر
من الدماغ،
وإنخفاض في قوة إنقباض عضلة القلب، وإنخفاض ملحوظ في معدل التنفس بعد دقيقة
من التعرض للأمواج٠
ردود الأفعال البشرية تجاه الأمواج ما تحت السمعية
يعتبر تردد الـ 20 هيرتز ضمن الحدود الترددات المنخفضة والعادية، لمستوى
السمع عند البشر، فالشريط النقي من هذه الأمواج تنتقل في الظروف المثالية،
بصوتً عالٍ جداً، فالإنسان يمكنه التعرف على النغمات المنخفضة التي تصل
إلى12 هيرتز، وعند تردد 10 هيرتز من الممكن تصور دورة واحدة من الصوت إلى
جانب الإحساس بضغط في طبلات الأذن.
من المعروف أن الأمواج ما تحت السمعية تسبب شعوراً بالرهبة أو الخوف عند
البشر، لأنه لا يمكن تصورها بوعي، ويدعو للشعور بالغموض، حيث تأخذ "
الأحداث الخارقة " مكانها٠
رد فعل الحيوانات
من المعروف عن الحيوانات أنها تدرك الأمواج ما تحت السمعية التي تسير في
الأرض والتي تنجم عن الكوارث الطبيعية ، حيث تستخدم هذا الإدراك كجهاز
إنذار بالخطر قبل حدوثه ، ومثال على ذلك ما حدث في عام 2004 من زلزال في
منطقة المحيط الهندي والتسونامي ، حيث تحدثت التقارير عن فرار الحيوانات من
المنطقة وذلك قبل ساعات من ضربة التسونامي لشواطئ آسيا. ولم يعرف بدقة
السبب الحقيقي ، والبعض يعتقد بأن الأمواج الكهرومغناطيسية وليس الأمواج ما
تحت سمعية هو ما أنذر الحيوانات٠
- وتستخدم الفيلة الإفريقية الأمواج ما تحت السمعية للتواصل فيما بين قطعانها لمسافات طويلة وهي تتراوح بين 15 إلى 35 هرتز ويمكن أن تزيد شدتها عن 117 ديسبل مما يتيح لها الإتصال من مسافة عدة كيلومترات يمكن أن تصل في أقصاها إلى 10 كيلومتر، هذه النداءات تستخدم لتنسيق حركة القطعان والسماح لذكور الفيلة بأن تجد إناثها٠.
- وتستخدم الفيلة الإفريقية الأمواج ما تحت السمعية للتواصل فيما بين قطعانها لمسافات طويلة وهي تتراوح بين 15 إلى 35 هرتز ويمكن أن تزيد شدتها عن 117 ديسبل مما يتيح لها الإتصال من مسافة عدة كيلومترات يمكن أن تصل في أقصاها إلى 10 كيلومتر، هذه النداءات تستخدم لتنسيق حركة القطعان والسماح لذكور الفيلة بأن تجد إناثها٠.
شاهد الفيديو
يشرح هذا الباحث الروسي خصائص الأمواج ما تحت السمعية وتأثيراتها على الإنسان واستخداماتها لدى الحيوانات وفي تقنيات
البشر٠
بحث ومراجعة وإعداد : كمال غزال
ترجمة : ميسون عوامله